معلومة خاطئة شاعت عند كثير من الناس ، وهي أن المنتحر كافر ، وهذا خطأ وغير صحيح بالمرة ، المنتحر هو إنسان مسلم عاص اقترف كبيرة من أعظم الكبائر عند الله عز وجل ، وعقابه أن يقتل نفسه في جهنم بنفس وسيلة القتل التي قتل بها نفسه ، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الصحيحة وهو يحذرنا من هذه الجريمة المنكرة،
-- أما المنتحر فقد استوجب عقاب الله بفعله لهذه الجريمة
-- وهل سيغفر الله له تلك الجريمة؟ لايستطيع أحد أن يجزم بذلك فأمره إلى الله إن شاء غفرله ، وإن شاء عذبه
-- وهذا المنتحر نصلي عليه وندعوا الله له أن يرحمه ويغفر له
-- لذلك كل من تراوده نفسه بالانتحار لظروف صعبة وقع فيها ، فعليه أن يصبر وأن يرضى بقضاء الله ، وأن يلجأ إليه ليفك كربه ، وأن يداوم على الصلاة وتلاوة القرآن فذلك يمده بطاقة روحية إيجابية تهون عليه الصعاب، وتيسر عليه المشاق
-- أما من يتسبب في لجوء أي إنسان للانتحار فهو إنسان ظالم غشوم ، سينال جزاءه الأليم عند الله لأنه يتسبب بجهله وظلمه وغشمه في أن تهون على الإنسان روحه فيزهقها فرارا من الآلام التي يعيشها ، والمصائب التى يحيا فيها ، وهذا بالطبع ليس عذرا للمنتحر ، ولكن من قبيل الإنصاف والعدل ، أن من تسبب في انتحار إنسان سينال على هذا التسبب جزاءه لأنه مشارك في هذه الجريمة بظلمه وغشمه ، والظلمة الغاشمون كثر في زماننا ، فقد يكون أبا غليظا جافي القلب ، وقد يكون أستاذا قاسيا عديم الإحساس والضمير ، وقد يكون مسؤولا لاتهمه إلا مصلحته ، ولو على رقاب مرؤوسيه ، وقد يكون زوجا عديم الإحساس والمشاعر ، فكل هؤلاء وغيرهم كثير قد يتسببوا في إقدام أي إنسان يصيبه من ظلمهم وغشمهم على الانتحار
-- فليتق الله كل واحد منا ، وليعامل الناس بالعدل والإنصاف ، والتيسير لا التعسير ، والرفق لا بالعنف ، وأن يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به ، وأن يكون رحيما عادلا ودودا ، فهذا هو خلق الإسلام دين الرحمة والسماحة
منقول بقلم: الدكتور أنس الغنام
إرسال تعليق