أهلا بماما بزة التي عرفتنا على "لعيبة الصبر وسرور"، وأدخلتنا "كهف النسر"، وأخبرتنا عن "الطير المسحور".
إن لدي كتاب عنوانه الحكايات الخرافية الشعبية، وفيه جمعت ثلاثين حكاية من رواة تناقلوها عن أجدادهم، وكان ذلك في عام 1983. أصدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب عام 1988، والطبعة الثانية 2021، وقدمت هذه الحكايات للمشاهدين في برنامج "بيت الحزاوي" التلفزيوني، وللمستمعين في برنامج "حكايات خليجية" الإذاعي.
الآن إليكم جزء من حوارنا مع ماما بزة الباطني.....
توجد حكايات كالعملاق ذي الرؤوس المتعددة، والجنية الطيبة. لكن هل هناك حكايات خرافية أبطالها حيوانات؟
بالتأكيد، مثل أن تقال القصة على لسان الحيوان، أو يكون للحيوانات دور رئيسي فيها بالاشتراك مع الإنسان، وغالبا ما تحمل هذه القصص حكمة وموعظة، وتهدف إلى توعية الناس وإرشادهم إلى السلوك الصحيح بشكل غير مباشر، وهذا يسمى الرمزية، كأن نرمز للإنسان ضعيف البنية بالبعوضة.
كثيرا ما ألاحظ تشابها في بعض الحكايات الشعبية الخرافية بين الدول، واختلافا طفيفا، كأسم البطل أو بيئته، كيف تفسرين ذلك؟
لكل شعب حكايات خرافية خاصة به، وأخرى يشترك ببعض تفاصيلها مع شعب يختلف عنه اختلافا كليا، من حيث العادات والتقاليد والمعتقدات. حدث ذلك نتيجة لتواصل الشعوب عن طريق التبادل التجاري والهجرات. حكاية سندريلا مثلا لها أكثر من 340 نسخة حول العالم، وفي الكويت اسمها "أمي سميميجة".
كنت أظن أن الحكايات الشعبية الخرافية موجودة فقط في الكويت، لأني كنت أسمعها وأقرؤها باللهجة المحلية، وتوقعت أن كتابتها بالفصحى تؤثر على شعبيتها وخصوصيتها.
كتابة القصة الشعبية الخرافية باللغة العربية الفصحى يحقق لها انتشارا واسعا بين الفقراء العرب والناطقين باللغة العربية من غير العرب، كما تعد صياغتها بلغة عربية سليمة ومبسطة بمثابة تحد عند الكاتب الذي يجتهد لإيصال المعنى الحقيقي للقارئ دون خلل، كما أنني كتبت حكاياتنا الشعبية باللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية لتصل إلى العالم، ويستفيد الناس من حكمتها.
ماما بزة، هل للعرب الصغار من خاتمة مميزة لهم؟
سأختم حواري بحكاية من الكويت: "رأى حطاب طائرا أعمى لا يقدر أن يطير ليبحث عن طعامه، لكنه رأى بعض الحشرات، التي أرسلها الله، تحوم حوله فيأكلها، فقال الحطاب لنفسه: رازق الطير الأعمى سيرزقني، وجلس في البيت دون عمل. في يوم آخر سرق لصان خزنة أحد التجار، وسرقا حمار الحطاب ليحملاها عليه، وهربا من المدينة. ثم تقاتلا حول توزيع المال، فعاد الحمار بالخزنة إلى الحطاب. فرح الحطاب، وظن أنه الرزق من الله، لكن زوجته قالت له بأنه مال مسروق، وحين أعاد الحطاب الخزنة إلى التاجر، أعطاه مكافأة كبيرة من المال لأمانته، وكان ذلك هو الرزق الحلال".
إرسال تعليق